تُعد المدينة المنورة إحدى أبرز المدن الإسلامية التي تحمل في طياتها تاريخًا عظيمًا وثقافةً غنيةً تتجلى في معالمها ومعالمها الدينية والتاريخية، ومن بين أبرز هذه المعالم يأتي متحف دار المدينة، كأول وأكبر متحف متخصص في تاريخ المدينة المنورة وتراثها العريق، مقدمًا تجربة ثقافية فريدة تجمع بين المعرفة والتقنيات الحديثة.
يقع متحف دار المدينة في مدينة المعرفة الاقتصادية (KEC)، ويُعد من أبرز الوجهات السياحية في المدينة المنورة، حيث يستقبل آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم، من ضمنهم حجاج وزوّار بيت الله الحرام، يملكه المؤرخ السعودي الدكتور عبد العزيز بن عبد الرحمن كعكي، ويهدف إلى تقديم صورة شاملة ومبتكرة عن تاريخ المدينة المنورة، منذ عهد النبي محمد ﷺ وحتى العصر الحديث.
تأسس المتحف عام 1983، ويُعَد علامة بارزة في مجال الحفاظ على الإرث الإسلامي، خاصة الآثار التي تم نقلها من المسجد النبوي خلال عمليات التوسعة، يقدم المتحف نماذج محاكاة واقعية مدعومة بالتقنيات الحديثة وصورًا نادرة توثق المراحل التاريخية المختلفة للمدينة وتطورها العمراني والديني.
قاعات ومعارض متخصصة تحاكي التاريخ الإسلامي

يضم متحف دار المدينة عددًا من القاعات المتخصصة، التي تقدم للزائر رحلة غنية في عمق التاريخ الإسلامي. من أبرز القاعات:
- المدينة في العهد النبوي
- قاعات المهاجرين والأنصار
- المدينة في العهد السعودي الأول والحديث
- تاريخ المسجد النبوي وتطوره
- قاعات التراث البيئي والمعماري
- قاعات العائلة النبوية والخلفاء
كل قاعة تُبرز جوانب معينة من تاريخ المدينة، سواء من خلال المجسمات أو اللوحات أو القطع الأثرية النادرة، التي تشمل أيضًا قوس الصحابي سعد بن أبي وقاص، أحد أبرز فرسان الإسلام.
واحدة من أبرز التجارب التفاعلية في المتحف هي القاعة المخصصة لعرض مراحل بناء وتوسعة المسجد النبوي الشريف. يبدأ العرض من مرحلة التأسيس في عهد الرسول ﷺ، مرورًا بمراحل التطوير في العصور المختلفة، وصولًا إلى التوسعات السعودية الكبرى. وتُعرض هذه المراحل عبر وسائل بصرية حديثة تُمكن الزائر من استيعاب تطور المكان روحانيًا ومعماريًا.
يتميز المتحف بتصميمه الداخلي الذي يعكس جماليات العمارة الإسلامية، حيث تم توظيف العناصر المعمارية المحلية التي كانت تُستخدم في بيوت المدينة القديمة، مثل الأسقف الخشبية والأبواب المزخرفة، مما يمنح الزائر إحساسًا أصيلًا بالتاريخ.
لضمان تجربة شاملة، يعمل في المتحف فريق مدرب يتحدث سبع لغات عالمية من بينها العربية، الإنجليزية، والأردية، لتسهيل التواصل مع الزوار من مختلف الجنسيات. كما يحتوي المتحف على أربع قاعات مخصصة للندوات والأنشطة الثقافية، ما يجعله مركزًا تفاعليًا لا يقتصر على العرض فقط، بل يشجع على الحوار والتبادل الثقافي.
يعرض المتحف أيضًا نموذجًا جزئيًا لـ الحرم الشريف، بالإضافة إلى نموذج للمسجد الأقصى وقبة الصخرة، ما يوسع من نطاق اهتمامه ليشمل معالم إسلامية محورية خارج المدينة المنورة.
زيارة متحف دار المدينة لا تقتصر على مشاهدة المعروضات فحسب، بل تُعد تجربة معرفية وروحانية متكاملة. ولهذا يُنصح الزوار بإدراج المتحف ضمن جدول رحلتهم إلى المدينة المنورة، خصوصًا مع توفر باقات السفر الشاملة التي تقدمها شركات مثل فنادق (Funadiq)، والتي تجمع بين أداء العمرة واستكشاف أهم المعالم الثقافية والتاريخية.
شاهد أيضاً:
أفضل 5 مطاعم في مكة المكرمة
ما أفضل وقت لأداء العمرة في مكة المكرمة؟
أفضل الفنادق في مكة المكرمة بالقرب من المسجد الحرام