يعتبر الجسر المعلق الذي يمتد فوق وادي لبن في الجهة الجنوبية الغربية من مدينة الرياض واحدًا من أكبر الجسور المعلقة في العالم، وهو الأول من نوعه، وتم تصميم وبناء هذا الجسر باعتباره استجابة ذكية للعوامل البيئية المحيطة، حيث تم الحفاظ على طابع الوادي الطبيعي دون التأثير في أي خدمات أو عناصر طبيعية موجودة فيه، بل أضاف الجسر بُعدًا جماليًا إلى النهضة العمرانية التي تعيشها مدينة الرياض.
ويُعد هذا المشروع جزءًا من الضلع الغربي لطريق الرياض الدائري، وبدون هذا الجسر، يكون الاتصال بطريق جدة السريع معقدًا، ويصبح من الصعب الوصول إلى مناطق غرب وجنوب الرياض للقادمين من الدائري الشمالي.
ويُمتد طول الجسر إلى 763 مترًا، ويتألف من ثلاث فتحات بأطوال تتسلسل على التوالي كالتالي: 179 مترًا، 405.1 مترًا، ومرة أخرى 179 مترًا، حيث يبلغ عرض الجسر 35 مترًا، ويتضمن اتجاهين يُفصل بينهما جزيرة وسطية بعرض 5.4 متر، ويشكل جسم الجسر، أو بلاطة الجسر، كمرة صندوقية بعمق 5 أمتار، أما أعمدة الجسر، فتتكون من عمودين شماليين بارتفاع 72.5 مترًا وجنوبي بارتفاع 80.5 مترًا، ويتميز برج الجسر بارتفاع يبلغ 90 مترًا.
وكانت التكلفة الإجمالية لمشروع الجسر حوالي 98,175,091 مليون ريال سعودي، وقد استغرق العمل على تنفيذ المشروع مدة ست سنوات وستة أشهر، بدءًا من تاريخ بدء العمل في 23 ديسمبر 1413 هـ الموافق 13 يونيو 1993 م.
واعتمد المصمم “سيشادري سرينيفسان” نظام الـ “Cable Stay System”، الذي يتميز بكفاءة أعلى من حيث استخدام المواد وتكاليف الإنشاء، في تصميم جسر وادي حنيفة، الذي يقع غرب الحي الدبلوماسي.
ويُعتبر نظام “Cable Stay System” من بين الأنظمة الحديثة في بناء الجسور، حيث يتم تحميل الجسر عن طريق كوابل التعليق الممتدة من وسطه، بدلاً من التحميل من الجوانب كما هو الحال في معظم الجسور المعلقة، ويتميز هذا النظام أيضًا بتصميم معدات خاصة لتجهيز كوابل التعليق ومعدات الشد المخصصة لهذا المشروع بشكل خاص، كما تم توفير معدات خاصة مثل رافعات ووحدات بلاطة الجسر المسبقة الصب، حيث يصل وزن القطعة الواحدة منها إلى ما بين 235 و581 طنًا.
وتم استخدام حوالي 47,500 متر مكعب من الخرسانة في بناء الجسر، وكان وزن حديد التسليح العادي يبلغ 5,900 طن، حيث بلغ وزن حديد الشد المسبق 585 طنًا، ووزن حديد كوابل التعليق 1,700 طن، وبالإضافة إلى ذلك، بلغ الطوق الإجمالي لجدائل كوابل الشد والتعليق حوالي 1,824 كيلو طولي، حيث شارك في تنفيذ هذا المشروع الضخم أكثر من 300 عامل ومهندس وفني.
كما تم تضمين دراسة تحليلية مكثفة في تصميم الجسر لفحص تأثير الأحمال الثابتة والمتحركة، وذلك بما في ذلك أحمال الرياح والزلازل، وأظهرت الاختبارات التحليلية كفاءة التصميم وقوته في مقاومة عوامل السحب، مع تأكيد تصميمه بشكل كاف لمقاومة الرياح وضمان انسيابيته الكافية.
وتم تصميم الجسر وفقًا للمواصفات القياسية العالمية، وتم تكييفها بشكل خاص لتناسب بيئة الموقع الذي تم فيه تنفيذ الجسر، حيث تضمنت هذه التصاميم تعديل حمولات العربة التميمية لتصبح 65 طنًا، مع اعتبار سرعة تصميمية للرياح بمعدل 33 م/ث، والتي من المتوقع حدوثها خلال خمسين عامًا، كما تم احتساب مقاومة الزلازل باستخدام معامل تسارع الجاذبية البالغ 0.0005، وتم تحليل المنشأ للاحمال المتحركة الديناميكية باستخدام تحليل ثلاثي الأبعاد مع ترددات متعددة.
شاهد أيضاً:
أشهر مطاعم الفطور في المدينة المنورة
أفضل 5 مطاعم كورية في الرياض
أفضل مطاعم الرياض للعوائل