بلغ قيمة ما ينفقه السعوديين على إعداد القهوة أكثر من مليار ريال في السنة، وذلك بما يتجاوز 80 ألف طن من حبيبات البن، مما يعادل أكثر من 80 ألف طن من حبيبات البن، وبفضل هذا الاستهلاك الضخم، تحتل المملكة مكانة بارزة كواحدة من أكبر دول العالم في استهلاك البن، ويبلغ إجمالي كميات البن المستوردة سنويًا إلى الأسواق السعودية حوالي 73 ألف طن.
وتضم المملكة أكثر من 2.5 ألف مزرعة لزراعة البُن في المناطق الجنوبية، بالإضافة إلى وجود أكثر من 500 مزرعة نموذجية؛ هذه المزارع تلعب دورًا حاسمًا في تحقيق هدف البلاد في تصبح مصدرًا رئيسيًا لإنتاج البُن في 15 محافظة في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة، ويحتفل السعوديون في الأول من أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للقهوة، ويأتي هذا التاريخ ليؤكد على الأهمية التي تحظى بها القهوة في حياة الناس، ويتجاوز إنتاج البُن في المملكة نحو 800 طن سنويًا من خلال زراعة أكثر من 400 ألف شجرة بُن أرابيكا في مناطق جازان وعسير والباحة، وتشير الخطط إلى زراعة 1.2 مليون شجرة بُن بحلول عام 2026.
ومن جهتها، قامت وزارة البيئة والمياه والزراعة بتنفيذ مبادرات وبرامج لدعم زراعة البُن، بما في ذلك دعم برنامج التنمية الريفية الزراعية لتطوير إنتاج وتصنيع وتسويق البُن العربي، كما تم التوقيع على عقد استثمار لإنشاء أول مدينة للبُن في المملكة لمدة 15 عامًا بالتعاون مع الجمعية التعاونية الزراعية في منطقة الباحة، ونجحت المملكة في تسجيل البُن في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، وتم إصدار تعميم يطالب كافة المطاعم والمقاهي في المملكة باعتماد اسم “القهوة السعودية” بدلاً من “القهوة العربية”، وتم أيضًا توجيه صندوق الاستثمارات العامة لإنشاء الشركة السعودية للقهوة للاستثمار في هذا القطاع الهام.
ويعمل مركز البذور والتقاوي بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) على تنفيذ زيارات ميدانية لتوصيف وإكثار الموارد الوراثية للبُن في مناطق جازان وعسير والباحة، وهذا يساهم في تطوير هذا المنتج وزيادة إنتاجه لدعم المزارعين وتنويع مصادر الدخل وفقًا لرؤية المملكة 2030، ويعتبر البُن من أكثر السلع تبادلًا في التجارة الزراعية الدولية، ويمثل مصدرًا كبيرًا للدخل في العديد من البلدان، ويزرع على مساحة تزيد على 10 ملايين هكتار في أكثر من 50 دولة، ويعتمد حوالي 125 مليون شخص في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا على القهوة في معيشتهم.
ويمثل البُن مصدر توظيف للعديد من العاملين في زراعة وصناعة البُن، ويعتبر كل من نوعي البُن العربي وبُن الروبوستا؛ الأكثر انتشارًا حول العالم، ويمثلان نحو 65% و35% على التوالي من إجمالي الإنتاج التجاري، ووفقًا للإحصائيات يشرب العالم أكثر من 500 مليار فنجان قهوة كل عام.