تُعرف المملكة العربية السعودية بأنها القلب النابض لصناعة النفط العالمية، فهي موطن لبعض أضخم الحقول التي أسهمت في جعلها أكبر مُصدّر للنفط الخام على مستوى العالم، منذ اكتشاف الذهب الأسود في أراضيها قبل أكثر من ثمانية عقود، أصبحت السعودية لاعبًا أساسيًا في تلبية احتياجات الطاقة عالميًا، بفضل احتياطياتها الضخمة وإنتاجها المستدام.
يُعد حقل الغوار درة التاج في قطاع النفط السعودي، بل والعالمي أيضًا، يمتد الحقل لمسافة تزيد عن 250 كيلومترًا في المنطقة الشرقية، ويُصنَّف كأكبر حقل نفطي بري في العالم، لا يقتصر تميزه على ضخامته، بل على استمرارية عطائه منذ عقود، حيث شكّل وحده ما يزيد على نصف الإنتاج التراكمي للمملكة من النفط الخام.
إلى الجنوب الشرقي من العاصمة الرياض يقع حقل خريص، الذي يُعد من المشاريع العملاقة في تاريخ “أرامكو السعودية”. عززت المملكة إنتاجه خلال السنوات الماضية ليصل إلى حوالي 1.5 مليون برميل يوميًا، مما جعله أحد الأعمدة الرئيسة في دعم الطاقة الإنتاجية الوطنية وتلبية الطلب العالمي.

أما في أعماق الخليج العربي، فيقع حقل السفانية الذي يحمل لقب أكبر حقل نفطي بحري في العالم. تبلغ احتياطياته المؤكدة أكثر من 34 مليار برميل مكافئ نفطي، وهو شاهد على التنوع الجغرافي لمصادر الطاقة السعودية بين البر والبحر.
لا يقتصر دور حقل بقيق على كونه أحد الحقول المنتجة، بل يمثل القلب الصناعي لعمليات معالجة النفط في المملكة. يقع في المنطقة الشرقية ويُعتبر محطة رئيسة لفصل ومعالجة الخام العربي الخفيف والخفيف جدًا بطاقة هائلة تصل إلى 7 ملايين برميل يوميًا، إضافة إلى دوره في معالجة الغاز الطبيعي.
تشكل هذه الحقول العملاقة معًا العمود الفقري لاقتصاد المملكة، كما تمنحها ثقلًا استراتيجيًا في موازين الطاقة العالمية. ومع التوجه نحو تنويع مصادر الطاقة عبر مشاريع الطاقة المتجددة والهيدروجين، يبقى النفط السعودي ركيزة محورية في دعم التنمية الوطنية وضمان استقرار أسواق الطاقة الدولية.
شاهد أيضاً:
2.5 تريليون دولار قيمة الثروات المعدنية في السعودية
ثروات معدنية بقيمة 72.3 مليار ريال في حائل تعزز مكانة التعدين في رؤية 2030
السعودية تستعد لإطلاق رؤية 2040

