في مواجهة تحديات التغير المناخي والاحتباس الحراري، والتي حذر منها كبار العلماء بضرورة الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى أقل من 1.5 درجة مئوية، تتجه دول عديدة حول العالم نحو التحول الأخضر، والمملكة العربية السعودية تقف اليوم في طليعة هذه الجهود، عبر رؤية 2030 التي تُحدث تحولًا جذريًا في المدن، وتحديدًا العاصمة الرياض.
فمن خلال استثمارات ضخمة تتجاوز 72 مليار ريال سعودي، تنفذ المملكة عشرات المشاريع الخضراء، تشمل الطاقة المتجددة والمباني المستدامة والنقل النظيف وإدارة الموارد الطبيعية، وضمن هذا التوجه، تعمل الرياض على إعادة تعريف مفهوم المدينة الحضرية لتصبح “مدينة حدائق” بحق.
5 مشاريع ضخمة تحول الرياض إلى “مدينة حدائق”
- حديقة الملك سلمان – أكبر حديقة حضرية في العالم

بمساحة تبلغ 16.7 كيلومتر مربع، تعمل الرياض على إنشاء أكبر حديقة حضرية في العالم، أكبر بخمس مرات من “سنترال بارك” في نيويورك. تضم الحديقة أكثر من مليون شجرة، وتُروى بالكامل بمياه معاد تدويرها، وتُصمم لتوفير مناخ محلي معتدل بفضل الأنهار الاصطناعية ونوافير المياه.
تهدف الحديقة إلى تحسين جودة الهواء، وخفض درجات الحرارة، وتعزيز الصحة العامة من خلال المساحات المفتوحة للمشي والركض وركوب الدراجات. وتضم معالم بارزة مثل مجمع الفنون الملكي الذي يتضمن هرمًا بارتفاع 110 أمتار.
- حدائق الملك عبد الله الدولية – حديقة نباتية عبر الزمن

في قلب صحراء طويق، تبنى واحدة من أكبر الحدائق النباتية المغلقة في العالم، بامتداد 10 هكتارات. صُممت الحديقة لتأخذ الزوار في رحلة عبر 400 مليون سنة من تطور النباتات، من العصر الجوراسي حتى يومنا هذا.
تشمل الحديقة مناطق تعليمية مثل “حديقة الفراشات” و”حديقة الخيارات”، التي تستعرض تأثير قراراتنا البيئية على المستقبل. وتعتمد على الطاقة الشمسية، وإعادة تدوير المياه، واستخدام الموارد المحلية، مما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في الاستدامة الحضرية.
- البوليفارد الرياضي – أطول متنزه خطي في العالم

يمتد مشروع البوليفارد الرياضي على طول 135 كيلومترًا، ليصبح أطول متنزه خطي في العالم، يربط وادي حنيفة في الغرب بوادي السلي في الشرق، عبر ثمانية مناطق متنوعة.
يحتوي المشروع على مسارات للدراجات بطول 220 كيلومترًا، ومسارات للفروسية بطول 149 كيلومترًا، ومساحات خضراء بمساحة 4.4 مليون متر مربع. كما يضم مناطق ترفيهية، وفنية، وبيئية، ورياضية، ومرافق للأنشطة في الهواء الطلق، ليكون وُجهة متكاملة لمحبي الرياضة والطبيعة.
- وادي حنيفة – الرئة الخضراء المتجددة

تحوّل وادي حنيفة من مجرى مائي مهمل إلى واحة خضراء تمتد لـ120 كيلومترًا، تضم ممرات للمشي والدراجات والفروسية. ويجري حاليًا تنفيذ برنامج واسع لإعادة تأهيل الوادي وتعزيز استدامته البيئية.
تم بالفعل الانتهاء من إعادة تأهيل رافد غُدوانة في 2024، بزراعة أكثر من 15,000 شجرة وشجيرة. كما يحتوي الوادي على بحيرات طبيعية لتبريد الهواء، ومواقع مثالية للاستجمام والسياحة البيئية، ويُعد موطنًا للعديد من الطيور والحيوانات والنباتات المحلية.
ضمن رؤية الرياض الخضراء، تعمل المدينة على إنشاء نظام متكامل للري يعتمد بالكامل على المياه المعالجة. هذا النظام الذكي يُعد من أهم المبادرات لتقليل الاعتماد على المياه الجوفية، وزيادة كفاءة استخدام المياه في المساحات الخضراء.
يساهم المشروع في ري الملايين من الأشجار الجديدة المنتشرة في المدينة، كما يُعد عاملًا محوريًا في إنشاء بيئة حضرية مستدامة وفعّالة من حيث استهلاك الموارد.
5. الرياض: من صحراء إلى جنة خضراء

هذه المشاريع ليست مجرد طموحات خيالية، بل تحركات واقعية وممولة بالكامل تقودها جهات حكومية وخاصة ضمن شراكات دولية، لتجعل من الرياض نموذجًا عالميًا للمدن المستدامة.
وبينما تستعد العاصمة لاستضافة “إكسبو 2030” وكأس العالم 2034، فإن هذا التحول الأخضر ليس فقط لتحسين جودة الحياة لسكانها، بل رسالة واضحة للعالم: الرياض تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل أكثر خضرة وازدهارًا.
شاهد أيضاً:
مشروع القدية الرياض: الموقع والمرافق
جزيرة لاحق 2028: أول جزيرة سكنية خاصة في السعودية
كل ما نعرفه عن المجمع الملكي للفنون في حديقة الملك سلمان