في وسط البلدة القديمة بمدينة تيماء، يروي بئر هداج حكايةً تمتد لآلاف السنين، حيث لا يزال ينبض بالمياه والعراقة منذ أن شُيّد في العصور الغابرة، يربط المؤرخون بداياته بالملك البابلي نابونيدوس، الذي أقام في تيماء قرابة عقد من الزمن في منتصف القرن السادس قبل الميلاد، واضعًا حجر الأساس لهذا المعلم الذي تحوّل إلى شريان حياة للسكان والمزارعين.
لم يكن بئر هداج مجرد مصدر للماء، بل كان مشروعًا استراتيجيًا هدفه تخفيف مشقة الأهالي وتوسيع الرقعة الزراعية، على مر القرون، حافظ على دوره كمصدر رئيسي لري الأراضي المحيطة، في مشهد يدمج بين جمال الطبيعة وروح الأصالة.
بفوهة يبلغ محيطها نحو 65 مترًا وعمق يصل إلى 12 مترًا، شُيّد البئر من حجارة مصقولة بعناية، وتحيط به أشجار النخيل التي تضفي عليه لمسة ساحرة. هذا المزيج من الهندسة التقليدية
والطبيعة الخلابة جعله محطة مفضلة للزوار، سواء للتعرف على تاريخه أو لالتقاط الصور التي تخلّد التجربة. الهندسة التقليدية
مر البئر بمراحل متعددة من التطوير لضمان استمراريته، خاصة بعد أن أعيد حفره قبل حوالي 400 عام ليستعيد قدرته على الإمداد بالمياه.
في منتصف القرن العشرين، اتخذت خطوات جريئة للحفاظ عليه:
- عام 1954، أمر الملك سعود بن عبد العزيز بتركيب أربع مضخات حديثة، ما ضاعف إنتاجيته وألغى الحاجة إلى أساليب السحب التقليدية.
- وفي 1973، بادر الأمير فيصل آل سعود بترميمه على نفقته الخاصة، ليظل حاضرًا أمام الزوار بالشكل الذي نراه اليوم.
اليوم، يقف بئر هداج شاهدًا على عظمة الماضي وثراء التراث السعودي. إنه ليس فقط بئرًا يُروي منه العطش، بل هو معلم تاريخي يجمع بين عبق الحضارة وروح المكان، مما يجعله من أبرز الوجهات التي تستحق الزيارة في شمال غرب المملكة.
شاهد أيضاً:
5 أماكن للزيارة في تبوك
افضل المطاعم في تبوك
تعرف على أفضل الأماكن السياحية في تبوك التي لا بد من زيارتها
3 من أفضل مطاعم تبوك

