أكد عدد من العلماء والدعاة أن هناك أخطاء شائعة يرتكبها بعض الحجاج قد تؤدي إلى ضياع ثواب الفريضة، مثل ترك ركن من أركان الحج كعدم الوقوف بعرفة أو الوقوف خارج نطاقها، وأوضحوا أن هذه الأخطاء تتنوع ما بين ما يحدث قبل الإحرام، أثناء الإحرام، خلال الطواف، في السعي، وأثناء التواجد في مواقع المشاعر.
ومن أشهر هذه الأخطاء الجدال والرفث، عدم الإحرام من الميقات، ارتداء الملابس المخيطة، عدم الوقوف بعرفة، عدم المبيت بمزدلفة، الحج بمال حرام، عدم الإخلاص، الطواف داخل حجر إسماعيل، جعل الكعبة على اليمين أثناء الطواف، قص بعض الشعر وترك بعضه، ارتداء المرأة للنقاب والقفازين، إهمال التكبير والذكر، رَمَل المرأة في السعي بين الصفا والمروة، وإهمال الرجال للرمل مع قدرتهم عليه، والرمي بالنعال أو الحصى الكبير أو الشمسيات بدلاً من الجمار.
ونصح العلماء حجاج بيت الله الحرام بالتفقه في أحكام الحج ومعرفة الفرق بين التمتع والقِران، والاطلاع على السنن والمحاذير. ودعوا من يواجه صعوبة في فهم أمر معين إلى الرجوع إلى المرشد الدعوي في الحملة، مشددين على ضرورة أداء أركان وسنن الحج على الوجه الصحيح، مستشهدين بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “خذوا عني مناسككم”. وأكدوا أن التفقه في المناسك أصبح ميسورًا بفضل توافر الكتب والمحاضرات والعلماء في زمننا هذا.
أخطاء شائعة يقع فيها الحجاج:
1- أخطاء في الإحرام والطواف والسعي والمشاعر
أكد فضيلة الشيخ الدكتور أحمد عبد المنعم الإمام، الداعية الإسلامي، أن هناك أخطاء شائعة يقع فيها الحجاج، منها ما يحدث قبل الإحرام، ومنها ما يحدث أثناء الإحرام، أثناء الطواف، أثناء السعي، وفي مواقع المشاعر.
وأوضح الشيخ أن الأخطاء التي تقع قبل الإحرام تشمل النفقة من مال حرام، سفر المرأة بدون محرم، عدم الاهتمام بالرفقة الصالحة، وعدم التفقه في المناسك رغم توفر الكتب والمحاضرات والعلماء في عصرنا الحالي.
وأضاف أن الأخطاء التي تقع أثناء الإحرام تشمل تجاوز الميقات بدون إحرام، ترك سنة الغسل والتطيب والنظافة مثل إزالة شعر العانة والأظافر، ارتداء بعض النساء للنقاب والقفازين، وعدم الاشتراط عند الحاجة إليه، وهو قول: “فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني”، مما يتيح للحاج التحلل من إحرامه دون شيء عليه إذا حصل مانع. وأشار إلى أن من أخطاء الإحرام أيضًا الاضطباع قبل الطواف، في حين أن السنة أن يكون الاضطباع مع بداية طواف القدوم أو العمرة.
وأبان الشيخ أن أخطاء الطواف تشمل بدء الطواف قبل الحجر الأسود، والطواف داخل حجر إسماعيل لأنه جزء من الكعبة، والرمَل في جميع الأشواط بينما السنة في الأشواط الثلاثة الأولى فقط، والمزاحمة الشديدة لتقبيل الحجر الأسود مما ينتج عنه مفاسد عظيمة، مؤكدًا أنه لا يجوز ارتكاب محرم لأداء سنة.
2- تحري الإخلاص لله في عبادة الحج
أشار فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الفرجابي، الخبير الشرعي والداعية الإسلامي، إلى أن هناك أخطاء كثيرة يقع فيها الحجاج قد تؤدي إلى ضياع ثواب الفريضة، من أبرزها عدم تحري الإخلاص لله تعالى. واستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم حين حج: «اللهم حجة لا رياءَ فيها ولا سُمعة».
وأوضح الشيخ أن من أخطاء الحج الأخرى عدم حرص الحاج على النفقة الحلال، مؤكدًا أن «الله طيبٌ لا يقبل إلا طيبًا». وأشار إلى أن دخول الحاج في مناسك الحج دون علم شرعي يعد من الأخطاء الشائعة، حيث لا يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم، وشدد على ضرورة معرفة الحاج بأحكام الحج: أركانه وسننه ومحاذير الإحرام.
3- البعد عن الجدال والرفث للفوز بالحج المبرور
نصح الشيخ فهد المحمد، الإمام والداعية الإسلامي، حجاجَ بيت الله الحرام بالتفقه في أحكام الحج ومعرفة الفرق بين التمتع والقِران، وكذلك التعرف على السنن والمحاذير، داعيًا إلى الرجوع إلى المُرشد الدعوي الموجود في الحملة. وشدد على ضرورة أن يتبع الحاج إرشادات الحملات التابع لها، لأن الحج عبادة يجب أن تؤدّى على وجهها الصحيح.
وأكد الشيخ على أهمية أن يتجه الحاج إلى الله بقلبه، مدركًا أنه ليس فقط لأداء فريضة، بل لفتح صفحة جديدة مع الله سبحانه وتعالى. كما شدد على ضرورة البُعد عن الجدال والرفث، للفوز بالجائزة العظيمة من الله تبارك وتعالى، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من حَجَّ فلم يرفُث ولم يفسُق رجع كيوم ولدته أمه” أي من السيئات والذنوب.
