تعد آثار نجران واحدة من أبرز الشواهد الحضارية في المملكة العربية السعودية، حيث تمثل هذه المنطقة ملتقى طرق للتجارة والثقافة والدين عبر العصور.
وتضم نجران مواقع أثرية فريدة، من بينها مدينة الأخدود، آبار حمى، روافة بني معين، قلعة رعوم، وحي أبو السعود، وكل موقع يحكي قصة مختلفة من تاريخ الجزيرة العربية.
آثار نجران رحلة في قلب التاريخ السعودي:

مدينة الأخدود: ذاكرة النار والإيمان
جنوب مدينة نجران الحديثة تقع مدينة الأخدود، وهي من أقدم المواقع الأثرية في السعودية، ارتبطت بسورة البروج في القرآن الكريم، تعود آثار الأخدود إلى القرنين الرابع والخامس الميلادي، وتضم جدران حجرية ضخمة ونقوش مسندية وقصورًا ومعابد. اليوم، يعد الموقع متحفًا مفتوحًا بإشراف هيئة التراث السعودية التي تعمل على تطوي﴿قُتِلَ ره لاستقبال الزوار من الداخل والخارج.
آبار حمى: سجل صخري على طريق القوافل
إلى الشمال الشرقي من نجران، تقع منطقة آبار حمى، التي أدرجتها اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي عام 2021.
يضم الموقع أكثر من 5500 نقش ورسمة تعود إلى عصور مختلفة، من العصر الحجري الحديث حتى بدايات الإسلام، وتصور مشاهد صيد وحيوانات منقرضة مثل المها العربي والأسود. كانت آبار حمى محطة مهمة للقوافل القادمة من اليمن إلى الشمال، ولا تزال اليوم مرجعًا أساسيًا للباحثين في علم الآثار.
روافة بني معين: معبد حضارة جنوب الجزيرة
يعود هذا الموقع الأثري إلى مملكة معين اليمنية القديمة، ويضم معبدًا ضخمًا بُني وفق طراز العمارة اليمنية، مع أعمدة حجرية ونقوش مسندية تذكر أسماء ملوك وكهنة. كان المعبد مركزًا دينيًا وتجاريًا يعكس أهمية نجران كملتقى طرق القوافل.
قلعة رعوم: الحارس على الجبل
تتربع قلعة رعوم على قمة جبل يطل على مدينة نجران، وهي مثال على العمارة العسكرية الإسلامية التي استخدمت لأغراض دفاعية وتنظيم حركة القوافل. القلعة مبنية من الحجر والطين، وتضم أبراج مراقبة وغرفًا كانت تستخدم للحماية والتخزين، واليوم توفر إطلالة بانورامية مذهلة على المدينة.

حي أبو السعود: نجران كما كانت
في قلب نجران يقع حي أبو السعود، وهو حي طيني قديم يعود إلى أكثر من 200 عام. يتميز ببيوته المبنية بأسلوب “المداميك” الطيني، وأبوابه الخشبية التقليدية وأزقته الضيقة. تعمل هيئة التراث على ترميم الحي وتحويله إلى وجهة سياحية تعكس الحياة القديمة في نجران.
أهمية آثار نجران في السياحة السعودية
لا تقتصر آثار نجران على هذه المواقع فقط، بل تشمل نقوشًا على الجبال وآبارًا تاريخية ومعابد وحصونًا تشكل فسيفساء حضارية فريدة. تسعى المملكة من خلال رؤية السعودية 2030 إلى تعزيز السياحة الثقافية، مما يجعل نجران وجهة رئيسية لعشاق التاريخ والآثار.
شاهد أيضاً:
أفضل المستشفيات في نجران
تعرف على منطقة نجران وأهم الأماكن السياحية فيها
7 معالم لا بد من زيارتها في الرياض لعشاق الثقافة والتاريخ