ريادة الأعمال أصبحت اليوم أحد الأعمدة الأساسية لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العالم، ولا سيما في المملكة العربية السعودية، التي شهدت تحوّلًا نوعيًا في السنوات الأخيرة لتصبح واحدة من أبرز الدول في المنطقة في هذا المجال، وتتميز تجربة رواد الأعمال السعوديين بالشغف، والإبداع، والسعي المستمر لحل المشكلات المجتمعية، وهو ما انعكس في قصص نجاح عدة شخصيات تركت بصمتها على المشهد الاقتصادي والاجتماعي بالمملكة.
خالد الخضير، على سبيل المثال، أسس شركة “غلوورك” بهدف تمكين المرأة السعودية في سوق العمل، متجاوزًا القيود القانونية والتحديات الاجتماعية. الشركة الآن توظف أكثر من 1.2 مليون امرأة، وقد حصلت على جوائز مرموقة من مؤسسات دولية مثل البنك الدولي ومنظمة العمل الدولية. أما الخضير شخصيًا، فقد حصد العديد من الجوائز المحلية والإقليمية تقديرًا لمساهماته في ريادة الأعمال وتمكين المرأة.

من جانبها، تُعد لبنى العليان واحدة من أبرز السيدات الرائدات في المملكة، حيث جمعت بين التعليم الأكاديمي العالي وخبرة واسعة في إدارة الأعمال لتصبح أول امرأة تنضم لمجلس إدارة شركة سعودية. كما أسست برامج لدعم وتوظيف المرأة السعودية، وحققت شهرة واسعة على الصعيدين المحلي والدولي بفضل رؤيتها وقدرتها على قيادة المشاريع الناشئة والمبادرات المجتمعية.
أما سليمان الراجحي، فهو نموذج آخر يلهم الكثيرين، إذ بدأ حياته في بيئة بسيطة وواجه تحديات كبيرة، لكنه استطاع أن يحول شغفه بالتجارة إلى إمبراطورية مالية ضخمة، بدءًا من محل صغير للبقالة إلى تأسيس بنك إسلامي كبير، مساهمًا بذلك في توفير حلول مالية متوافقة مع قيم المجتمع السعودي.
ولا يقتصر الابتكار وريادة الأعمال على المملكة فقط، بل يمتد إلى مصر حيث أسس ثلاثة من الشباب شركة “سيجما فيت” لتقديم ملابس ذكية مزودة بتقنيات حديثة تهدف إلى تحسين حياة الإنسان، مثل الملابس المقاومة للماء والبكتيريا والتي تساعد في التحكم بدرجة حرارة الجسم. كما أسست الطبيبتان دعاء عارف ورشا راضي شركة “شفاء”، التي توفر خدمات توصيل الأدوية للمرضى، مع متابعة مواعيد العلاج، ما يعكس قدرة ريادة الأعمال على تحويل الأفكار البسيطة إلى خدمات مفيدة وحلول عملية.
أما في بلاد الشام، فقد قدم اللاجئ السوري سامي الأحمد نموذجًا ملهمًا، إذ أسس شركة “خطوة” لمساعدة الطلاب السوريين والعراقيين في الوصول إلى التعليم الجامعي، مع تقديم استشارات ودعم مجاني، ما يعكس الدور الاجتماعي الحيوي لريادة الأعمال في مواجهة التحديات المجتمعية.
هذه النماذج تعكس كيف يمكن للشغف والطموح وحل المشكلات أن يصنع فارقًا حقيقيًا في حياة الناس وفي اقتصاد الدول. السعودية، مصر، والشام اليوم تزخر برواد أعمال يسعون ليس فقط للنجاح المالي، بل لإحداث تأثير اجتماعي مستدام، وهو ما يجعل قصصهم مصدر إلهام للأجيال القادمة في العالم العربي وخارجه.
شاهد أيضاً:
مواعيد زيارة الروضة الشريفة للرجال والنساء خلال موسم العمرة
زيارة الروضة الشريفة: أوقات مخصصة للرجال والنساء
قائمة بأبرز طبيبات النساء والولادة في الرياض

