تُعد قلعة الحمى واحدة من أروع المعالم التاريخية في جنوب المملكة العربية السعودية، حيث تجسد معالم الحضارة التي ازدهرت في منطقة جازان، وتقع هذه القلعة في محافظة ضمد، وعلى بُعد حوالي 20 كيلومترًا إلى الشرق من دمّاد، مشرفة على وادي دمّاد الذي يُعتبر من أبرز أودية منطقة تهامة.
وتمثل هذه القلعة جزءًا من موروث المنطقة الغني، الذي يعود إلى قرون مضت ويعكس تاريخ المنطقة السياسي والثقافي والاقتصادي، وقد تكون هذه القلعة من أهم الشواهد المعمارية التي ما زالت تقف شامخة رغم مرور الزمن، حيث تتحدث عن حقب من الزمن شهدت ازدهارًا في البُنية العمرانية والتخطيط العسكري.
تاريخ القلعة وتأسيسها

تأسست قلعة الحمى في عام 1840م على يد الحسين بن علي آل خيرات، ويعتبر ذلك تأكيدًا على وجود أدوار دفاعية مهمة قد قامت بها القلعة في الحفاظ على المنطقة وحمايتها من الهجمات، ووتُعد القلعة واحدة من أبرز المعالم العمرانية التي سعت إلى تأمين المنطقة ومواردها، وكانت القلعة في فترة ما تحتضن العديد من الأنشطة العسكرية والاجتماعية، حيث كانت تقدم مأوى للمجتمعات المحلية وتشكل مركزًا مهمًا للقرى المحيطة.
مواصفات القلعة المعمارية
تتميز قلعة الحمى بتصميمها المعماري الفريد والمختلف عن العديد من القلاع في المنطقة، والقلعة بنيت باستخدام الصخور المحلية والطوب الأحمر المحروق والحجارة البركانية، وهذه المواد ساعدت في تحصين المبنى وجعله مقاومًا للعوامل الطبيعية، وتبرز هندسة القلعة من خلال ترتيبها الهندسي المتقن، حيث تتوزع الحجارة بأشكال هندسية متنوعة تعكس حرفية البناء في تلك الحقبة الزمنية.
يُعتقد أن القلعة كانت تتألف من طابقين، مع غرف متجاورة مبنية بعناية، والمدخل الرئيسي للقلعة كان يتميز بقوس مقوّس، مما يمنح المبنى طابعًا معماريًا يتماشى مع الأساليب التي كانت سائدة في العصور القديمة، وكما كانت تحتوي القلعة على فناء داخلي، والذي كان يعمل كمنطقة مفتوحة تسمح بتجميع السكان في الحالات الطارئة.
أجزاء القلعة في الوقت الراهن
في الوقت الحالي، تعاني قلعة الحمى من التدهور والخراب في بعض أجزائها، خاصة في الجوانب الشرقية والشمالية من المبنى التي أصبحت في حالة خراب شديد، وومع ذلك، لا تزال بعض الجدران التي بنيت حديثًا تبرز في الجهة الغربية، مما يشير إلى جهود قد بذلت لتجديد بعض الأجزاء التي تعرضت للتلف.
التأثير الثقافي والسياحي
تُعد قلعة الحمى بموقعها الاستراتيجي، الذي يشرف على وادي دمّاد، واحدة من أبرز المعالم السياحية في المنطقة، وتسهم القلعة في تعزيز الوعي الثقافي والتاريخي لأهالي جازان والمملكة العربية السعودية بشكل عام، حيث توفر فرصة مثالية للزوار للتعرف على ماضي المنطقة وحضارتها.
علاوة على ذلك، تتيح القلعة للسياح المحليين والدوليين فرصة مشاهدة كيف استُخدم الموقع في فترة ما كمركز اجتماعي وعسكري في قلب المنطقة، ووتعد القلعة مكانًا مثاليًا للباحثين في مجال الآثار والتاريخ، حيث يمكنهم دراسة التصاميم المعمارية القديمة والطرق التي كانت تُستخدم في بناء التحصينات الحربية.

أهمية القلعة في التاريخ المحلي
لقد لعبت قلعة الحمى دورًا محوريًا في حماية المنطقة من التهديدات الخارجية في تلك الحقبة، وهو ما يجعلها من أهم المعالم الدفاعية في منطقة جازان، ويعكس هذا الدور الدور العسكري المهم الذي أدته في الماضي في حماية الأهالي والمجتمعات المحلية في مواجهة الهجمات، ويعزز من دورها كموقع تاريخي فريد من نوعه.
تُعتبر قلعة الحمى شاهدًا على القوة والعراقة التي كانت تميز الحواضر الإسلامية في جنوب المملكة، وها هي اليوم تظل صامدة على مر العصور، شاهدة على مراحل الزمن الذي مر بها هذا الجزء العزيز من المملكة.
شاهد أيضاً:
أفضل المواسم للأماكن السياحية في السعودية
تعرف على منطقة نجران وأهم الأماكن السياحية فيها
6 أنشطة مغامرة مذهلة يجب عليك تجربتها أثناء زيارتك للعُلا