تتمتع المملكة العربية السعودية بقطاع صناعي متنوع يشكل دعامة أساسية لاقتصادها الوطني ويعكس التحولات الطموحة نحو تنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط، إلى جانب كونها أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم، أصبحت المملكة رائدة في عدة صناعات متطورة تشمل التعدين، البتروكيماويات، الصناعات التحويلية، والطاقة المتجددة، تسعى رؤية السعودية 2030 إلى تعزيز هذه الصناعات وتوسيعها من خلال الابتكار والاستثمار في التكنولوجيا والبنية التحتية، مما يفتح الباب أمام فرص اقتصادية جديدة ويعزز مكانة السعودية كقوة صناعية إقليمية وعالمية.
المملكة العربية السعودية، دولة شاسعة في غرب آسيا، تحتل مكانة فريدة على الساحة العالمية، بمساحة تصل إلى حوالي 830,000 ميل مربع، تعد أكبر دولة مستقلة في الشرق الأوسط والخامسة في آسيا من حيث الحجم.
هذه الدولة المميزة، التي تقع بين خليج العقبة والخليج العربي والبحر الأحمر، تتمتع بثروة هائلة من الموارد الطبيعية، وقد برزت كاقتصاد عالي الدخل، لتصبح الدولة العربية الوحيدة ضمن مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى.
قائمة بأكبر 5 صناعات في المملكة العربية السعودية:
- صناعة النفط والغاز: تتصدر الصناعات الكبرى في السعودية
ثروة السعودية من الهيدروكربونات
عند استكشاف الصناعات العشر الكبرى في السعودية، من المستحيل تجاهل العملاق – صناعة النفط والغاز، حيث تمتلك المملكة ثاني أكبر احتياطي نفط مؤكد في العالم، يُقدر بنحو 260 مليار برميل، مما يساهم بنسبة 25% من الاحتياطي العالمي.
هذه الثروة ليست فقط في الكمية، بل أيضًا في سهولة الوصول إليها، تقع موارد النفط في السعودية بالقرب من سطح الأرض، مما يجعل عمليات الاستكشاف والحفر منخفضة التكلفة، كما أن المملكة هي أكبر مصدر للنفط في العالم.
لا تزال صناعة النفط العمود الفقري للاقتصاد السعودي، حيث تمثل حوالي 90% من عائدات الصادرات و87% من الإيرادات الحكومية، كما تشكل نحو نصف الناتج المحلي الإجمالي الاسمي للبلاد.
دور حيوي على الساحة العالمية:
احتياطيات النفط في السعودية، التي تديرها شركة أرامكو السعودية المملوكة للدولة، لها تأثير عالمي، وتعد المملكة عضوًا فخورًا في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، التي تنسق حدود إنتاج النفط بناءً على الاحتياطيات المؤكدة، مما يضمن استقرار الطاقة العالمي.
- صناعة التعدين: كنز المعادن في السعودية
ما بعد النفط والغاز
في حين أن صناعة النفط والغاز غالبًا ما تكون في المقدمة، من الضروري الاعتراف بأن السعودية تمتلك مجموعة متنوعة من الموارد الطبيعية التي تلعب دورًا مهمًا في الاقتصاد الوطني.
من بين هذه الموارد، نجد المعادن الحديدية وغير الحديدية بكثرة، بما في ذلك المعادن الصناعية الهامة مثل البوكسيت، الفوسفات، الحجر الجيري، البوتاش، الجبس، والبيرلايت، تساهم هذه المعادن بشكل كبير في تنويع الاقتصاد ضمن إطار الصناعات العشر الكبرى في السعودية.
تجدر الإشارة إلى أن المملكة تستضيف عدة مواقع غنية برواسب الذهب، ويعد موقع “مهد الذهب” واحدًا من أبرز المناطق للتعدين.
بالإضافة إلى ذلك، تحتوي المملكة على احتياطيات من الفضة والنحاس موزعة بشكل استراتيجي في جميع أنحاء البلاد، مما يعزز دور المعادن في المشهد الاقتصادي السعودي، علاوة على ذلك، تعد احتياطيات الزنك وخام الحديد جزءًا من الجهود الرامية إلى تحقيق التنوع والاستدامة التي تحددها الصناعات العشر الكبرى في المملكة.
- العقارات: ازدهار رغم التحديات الاقتصادية
مرونة سوق العقارات
قطاع العقارات في السعودية، أحد أعمدة الاقتصاد المتنوع في البلاد، أظهر مرونة ملحوظة رغم التحديات الاقتصادية، ويعود هذا النمو اللافت جزئيًا إلى تقديم صناديق الاستثمار العقاري (REITs) واستمرار الطلب على الإسكان.
في عام 2016، قُدرت قيمة المعاملات في هذا القطاع بحوالي 75 مليار دولار أمريكي، مما يعزز أهميته ضمن الاقتصاد غير النفطي ودوره الحاسم بين الصناعات العشر الكبرى في السعودية، شهد القطاع العقاري السكني نموًا مستمرًا بنسبة 5.7% منذ عام 2004.
يتوقع استمرار هذا الاتجاه التصاعدي، مما يسهم في تعزيز حيوية الصناعات السعودية. ومع تأسيس شركات استشارية مثل “نايت فرانك” و”جونز لانغ لاسال”، فإن نمو قطاع العقارات سيلعب دورًا مهمًا في تحقيق رؤية السعودية 2030، وهي خطة طموحة تهدف إلى تنويع الاقتصاد عبر قطاعات الصناعات العشر الكبرى في السعودية.
يأتي تقديم صناديق الاستثمار العقاري (REITs) متوافقًا مع أهداف برنامج رؤية 2030، الذي يطمح إلى بناء 1.5 مليون منزل لتلبية الطلب المتزايد على الإسكان.
- الزراعة: التغلب على تحديات الصحراء
تحول زراعي
التزام السعودية بتحويل قطاعها الزراعي هو مسعى مذهل، بالنظر إلى مناخها الصحراوي السائد. تمتلك البلاد مناطق ذات مناخات مواتية تمكن الأنشطة الزراعية، تشمل المنتجات الرئيسية التي تصدر إلى الأسواق المجاورة الألبان، التمور، البيض، الدواجن، الخضروات، الفواكه، والزهور.
بدأت الحكومة إعادة هيكلة كبيرة للقطاع الزراعي في الثمانينيات بهدف تعزيز الدخل الريفي وتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي، تاريخياً، كانت الأنشطة الزراعية تتركز في مناطق محددة بسبب ندرة الموارد المائية.
ومع ذلك، واعترافًا بالأهمية الاقتصادية للزراعة، استثمرت الحكومة في توسيع الأراضي الزراعية،وللتغلب على تحديات ندرة المياه، استثمرت السعودية في الأراضي الزراعية في الخارج، بما في ذلك الولايات المتحدة وإندونيسيا والأرجنتين وتايلاند.
- النقل واللوجستيات: عنصر رئيسي في رؤية 2030
رؤية السعودية 2030
في إطار برنامج رؤية 2030 الطموح، تسعى السعودية إلى تنويع اقتصادها، وتحفيز الاستثمار الداخلي، والتحول إلى مركز عالمي يربط آسيا بأوروبا وأفريقيا. الموقع الجغرافي الاستراتيجي للبلاد، الذي يوفر الوصول إلى الأسواق الناشئة الرئيسية والممرات البحرية الحيوية، يضعها في مكانة فريدة لتحقيق هذه الأهداف.
يلعب قطاع النقل واللوجستيات دورًا حيويًا في هذا التحول. قادت الاستثمارات الحكومية في السكك الحديدية، والطرق البحرية، والطرق البرية، والمطارات، والبنية التحتية اللوجستية إلى تعزيز النمو الاقتصادي، وتحفيز التمدن، والتكيف مع النمو السكاني.
شاهد أيضاً:
٦ مواقع التراث العالمي لليونسكو في المملكة العربية السعودية
سوق عكاظ: ملتقى التراث العربي والتجارب الثقافية الفريدة في قلب الطائف
مواقع سعودية على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي
استكشف أبرز معالم جدة