أعلنت المملكة العربية السعودية، يوم الأحد، عن اكتشاف مذهل لحفريات بحرية تعود إلى 56 مليون سنة في منطقة شمال المملكة، حيث اكتشفت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بقايا كائنات بحرية تعود إلى أوائل العصر الإيوسيني، في طبقات من الصخور الجيرية في تكوين الرأس الرسوبي، الواقع على الحدود الشمالية للمملكة.
يعتبر هذا الاكتشاف أحد أهم الاكتشافات الجيولوجية في تاريخ المملكة، حيث يحتوي على بقايا كائنات بحرية فقارية، بما في ذلك الأسماك العظمية، وهي الحفريات الأولى من نوعها في المملكة لهذه الفترة الجيولوجية، وتشمل الاكتشافات الجديدة بصمات وقوالب داخلية لأنواع من الأسماك العظمية، وهي تشكل خطوة كبيرة لفهم البيئة البحرية في ذلك العصر.
شاهد أيضاً: من هي أكبر قبيلة في المملكة العربية السعودية؟
تُعزى هذه الحفريات إلى أسماك القرموط المنقرضة (السيلوريات)، وهي من الأنواع التي كانت لها أهمية كبيرة في دراسة بيئة المجتمعات البحرية في العصر الأيوسيني المبكر، هذا الاكتشاف يساهم في فهم أعمق للتنوع البيئي والجغرافي الذي ساد في ذلك الوقت.
اكتشافات سابقة
يأتي هذا الاكتشاف الجديد ليضاف إلى سجل المملكة الحافل بالاكتشافات الجيولوجية المميزة، ففي عام 2022، تم اكتشاف حفريات لحيوانات بحرية منقرضة في تكوين أزلام بمنطقة تبوك، على طول ساحل البحر الأحمر،ن هذه الحفريات، التي يعود عمرها إلى ما بين 16 و80 مليون سنة، تعكس التغييرات البيئية والجيولوجية التي مرت بها المملكة في العصور القديمة.
تطوير المواقع الحفرية
تسعى المملكة إلى استثمار هذه الاكتشافات من خلال تطوير المواقع الحفرية المكتشفة لتصبح مناطق جذب سياحي في المستقبل، تعمل هيئة المساحة الجيولوجية السعودية مع شركة البحر الأحمر للتطوير على تحويل هذه المواقع إلى وجهات سياحية علمية وبيئية، الهدف هو جعل هذه المناطق محطة جذب للزوار المحليين والدوليين، مع توفير فرص للتعلم والاستكشاف العلمي حول تاريخ الحياة البحرية.
الاكتشافات الأثرية المستقبلية
وفقًا للخبراء، تشير الدراسات إلى أن المملكة تحتوي على “مئات الآلاف” من الاكتشافات الأثرية التي لم تُكتشف بعد، ما يعزز من دور المملكة كمركز مهم للبحث العلمي والجيولوجي، بعض الحفريات التي تم العثور عليها في مناطق مشروع البحر الأحمر تضم أنواعًا من الزواحف البحرية التي كانت مدفونة في رواسب العصر الطباشيري المتأخر، بالإضافة إلى العديد من الفقاريات واللافقاريات.
الفائدة السياحية والعلمية
يُتوقع أن تساهم هذه الاكتشافات في تعزيز السياحة العلمية في المملكة، حيث من المتوقع أن تجذب المناطق المحفورة المهتمين بالبحث الجيولوجي والبيئي من مختلف أنحاء العالم، كما تسهم هذه الاكتشافات في تعميق الفهم حول تطور الحياة على الأرض وتنوع الأنظمة البيئية التي كانت موجودة في العصور القديمة.
من خلال هذه الاكتشافات التاريخية، تواصل المملكة العربية السعودية تعزيز مكانتها كوجهة هامة للبحث العلمي، مع السعي إلى جعل هذه المواقع الحفرية جزءًا من التراث الثقافي والسياحي العالمي.
شاهد أيضاً:
أبرز القبائل العربية في السعودية وأكثرها تعداداً
أكبر قبائل السعودية بالترتيب 2024 وما هي أكبر قبيلة
قائمة أكبر وأشهر قبائل السعودية