طقس العرب – يعتبر مختصون أن تدريس مادة “التفكير الناقد” في المدارس السعودية يُعتبر خطوة مهمة نحو تعزيز مهارات التفكير التحليلي والإبداعي لدى الطلاب. وتعتبر مخرجات هذه المادة معتمدة على التنفيذ الفعلي للطريقة التدريسية واندماج الطلاب مع المناهج الدراسية بشكل عام. إذ من المتوقع أن تؤدي هذه المادة إلى تحسين مهارات التحليل، مما يجعل الطلاب أكثر قدرة على تحليل الأفكار والمعلومات وتقييمها بشكل منطقي. ومع ذلك، يتطلب قياس مخرجات هذه المادة وقتًا وتقييمًا مستمرًا لمتابعة مدى تطبيقها في الحياة العملية.
التحديات في تدريس التفكير الناقد
في هذا السياق، أوضح الدكتور عبدالله المطيري، الأكاديمي والمختص في الفلسفة، في حديثه مع “العربية.نت”، أن التفكير الناقد يمثل موقفًا وجوديًا يُمارس فيه الإنسان طبيعته المتسائلة والباحثة عن الحقيقة. ومن أبرز التحديات التي تواجه المعلمين في السعودية في تدريس هذه المادة هو نقص التأهيل المعرفي للقيام بهذه المهمة بشكل فعال.

تكليف المعلمين من تخصصات مختلفة
وأضاف الدكتور المطيري أن المعلمين يتم تكليفهم حاليًا من تخصصات مختلفة لتدريس مقرر التفكير الناقد. وفي أفضل الأحوال، يتلقى المعلم مقررًا عن التفكير الناقد ضمن برنامج يُعرف باسم “الاستثمار الأمثل”، وذلك تحت إشراف أساتذة جامعيين غير متخصصين غالبًا. وهذا يؤدي إلى نتائج محدودة، حيث إن التعليم لا يُعتبر مجرد نقل للمعلومات من الكتب إلى الطلاب، بل يتطلب تأسيس حوار عميق مع الطلاب حول المادة الدراسية.
العلاقة بين المعلم والمادة الدراسية
ويؤكد الدكتور المطيري على أهمية أن يكون المعلم في علاقة وثيقة مع المادة التي يدرسها، ليمكنه من تقديمها بطريقة تجعل الطالب يدرك أهميتها لحياته وعالمه. ويشير إلى أنه دون تأهيل فلسفي حقيقي لمعلمي التفكير الناقد، لن تتوفر الشروط الأساسية لتأهيلهم بشكل صحيح.
التكامل بين المقررات الدراسية
كما شدد الدكتور المطيري على أنه لا يمكن تدريس التفكير الناقد بمعزل عن باقي المقررات الدراسية. بل يجب أن يكون هناك اتساق وتكامل بين هذا المقرر والمقررات الأخرى. ومن المهم طرح السؤال: هل تقدم المقررات الأخرى للطلاب فرصة لممارسة التفكير الناقد في مجالاتها، أم تُقدم بطريقة تحد من إمكانية هذا النوع من التفكير؟
الهدف من التعليم الجيد
في النهاية، يؤكد الدكتور المطيري أن الهدف من التعليم الجيد هو خدمة الطالب في حياته الواسعة، والتفكير الناقد يُعد أحد أهم الأدوات لتحقيق هذا الاتصال الواسع مع الوجود. لذا، ينبغي أن يكون معلم التفكير الناقد تجسيدًا حقيقيًا لهذا المبدأ، مما يجعله قدوة للطلاب ويفتح أمامهم آفاق التفكير الحر والبحث عن الحقيقة، بدلاً من أن يكون مجرد ممارس لمهمة وظيفية أُسندت إليه دون اختيار.
شاهد أيضا:
ما هي سحب الحزام الركامي الممطرة التي وصلت إلى سواحل سلطنة عمان؟